سورة القيامة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القيامة)


        


قوله جلّ ذكره: {لآَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ}.
أي: أقسم بيوم القيامة.
{وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}.
أي: أقسم بالنفس اللَّوَّامة، وهي النََّفْسُ التي تلوم صاحبَها، وتعرِف نقصانَ حالِها.
ويقال: غداً كلُّ نَفْسِ تلوم نَفْسَها: إمَّا على كُفْرِها، وإمَّا على تقصيرها- وعلى هذا فالقَسَمُ يكون بإضمار الرَّب أي: أقسم بربِّ النفس اللوامة. وليس للوم النَّفْسِ في القيامةِ خطرٌ- وإنْ حُمِلَ على الكُلِّ ولكنَّ الفائدة فيه بيان أنَّ كلِّ النفوس غداً- ستكون على هذه الجُملة. وجوابُ القسَم قولُه: {بَلَى}.
قوله جلّ ذكره: {أَيَحْسَبُ الإنسَانُ ألَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ}.
أيظن أنَّا لن نبعثَه بعد موته؟
{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ}.
{قَادِرِينَ} نصب على الحال؛ أي بلى، نسوي بنانه في الوقت قادرين، ونقدر أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخُفِّ البعير وظلف الشاة.. فكيف لا نقدر على إعادته؟!


قوله جلّ ذكره: {لآَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ}.
أي: أقسم بيوم القيامة.
{وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}.
أي: أقسم بالنفس اللَّوَّامة، وهي النََّفْسُ التي تلوم صاحبَها، وتعرِف نقصانَ حالِها.
ويقال: غداً كلُّ نَفْسِ تلوم نَفْسَها: إمَّا على كُفْرِها، وإمَّا على تقصيرها- وعلى هذا فالقَسَمُ يكون بإضمار الرَّب أي: أقسم بربِّ النفس اللوامة. وليس للوم النَّفْسِ في القيامةِ خطرٌ- وإنْ حُمِلَ على الكُلِّ ولكنَّ الفائدة فيه بيان أنَّ كلِّ النفوس غداً- ستكون على هذه الجُملة. وجوابُ القسَم قولُه: {بَلَى}.
قوله جلّ ذكره: {أَيَحْسَبُ الإنسَانُ ألَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ}.
أيظن أنَّا لن نبعثَه بعد موته؟
{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ}.
{قَادِرِينَ} نصب على الحال؛ أي بلى، نسوي بنانه في الوقت قادرين، ونقدر أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخُفِّ البعير وظلف الشاة.. فكيف لا نقدر على إعادته؟!


{بَل يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيفْجُرَ أَمَامَهُ}.
يُقدِّم الزّلّةَ ويؤخر التوبة. ويقول: سوف أتوب، ثم يموت ولا يتوب. ويقال: يعزم على ألا يستكثر من معاصيه في مستأنف وقته، وبهذا لا تَنْحَلُّ- في الوقت- عقدةُ الإصرار من قلبه، وبذلك لا تصحُّ توبتُه؛ لأن التوبة من شرطها العزم على ألا يعودَ إلى مثل ما عَمِلَ. فإذا كان استحلاءُ الزلّةِ في قلبه، ويفكر في الرجوع إلى مثلها- فلا تصح ندامتُه.
قوله جلّ ذكره: {يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}.
على جهة الاستبعاد، فقال تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ}.
{بَرِقَ} بكسر الراء معناها تحَيَّرَ، {وَبَرْقٌ} بفتح الراء شَخَصَ (فلا يَطْرِف) من البريق، وذلك حين يُقَاد إِلى جهنم بسبعين ألف سلسلة، كل سلسلة بيد سبعين ألف مَلَك، لها زفير وشهيق، فلا يَبْقى مَلَكٌ ولا رسول إلاَّ وهو يقول: نفسي نفسي!
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} كأَنهما ثوران عقيران.
ويقال: يجمع بينهما في ألاَّ نورَ لهما.
{يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيِنَ الْمَفَرُّ}؟ والمفرّ موضع الفرار إليه، فيقال لهم: {كَلاَّ لاَ وَزَرَ}.
اليومَ، ولا مَهْربَ من قضاءِ الله.
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُ}.
أي: لا مَحِيدَ عن حُكْمِه.
{يُنَبَّؤُاْ الإِنَسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}.
أي: يَعْرِف ما أسْلَفَه من ذنوب أحصاها اللَّهُ- وإن كان العبدُ نسيَها.
{بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}.
للإِنسان على نفسه دليل علامة وشاهد؛ فأعضاؤه تشهد عليه بما عملِه.
ويقال: هو بصيرةً وحُجّةً على نفْسه في إنكار البعث.
ويقال: إنه يعلم أَنه كان جاحداً كافراً، ولو أَتى بكلِّ حجةٍ فلن تُسْمع منه ولن تنفعه.
قوله جلّ ذكره: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعَجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وقُرْءَانَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِع قُرْءَانَهُ}.
لا تستعجِلْ في تَلَقُّفِ القرآنِ على جبريل، فإنَّ عينا جَمْعَه في قلبك وحِفْظَه، وكذلك علينا تيسيرُ قرءاته على لسانك، فإذا قرأناه أي: جمعناه في قلبك وحفظك فاتبع بإقرائك جَمْعَه.

1 | 2 | 3